له مناكير ـ كما قال الامام أحمد بن حنبل وغيره ـ والامام البخاري يعرف متى يكتب ومتى يترك. ولذا جاء في كتاب (توجيه النظر إلى أصول الأثر) لطاهر ابن صالح بن أحمد الجزائري الدمشقي (ص ١٠٣) في الحديث عن خالد بن مخلّد : «أما المناكير فقد تتبّعها أبو أحمد بن عدي من حديثه وأوردها في كامله ، وليس فيها شيء مما أخرجه له البخاري ، بل لم أر له عنده من أفراده سوى حديث واحد ، وهو حديث أبي هريرة : من عادى لي وليّاً. الحديث».
٢ ـ موسى بن يعقوب. قال : «وهو متكلم فيه أيضاً ، وثّقه ابن معين وابن حبان وابن القطّان ، وقال الآجري عن أبي داود : هو صالح ، وقال ابن عدي : لا بأس به عندي ولا برواياته. وقال علي ابن المديني : ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال النسائي : ليس بالقوي. وقال أحمد : لا يعجبني».
ترجمة خالد بن مخلَّد :
أقول : ان «خالد بن مخلَّد» متكلَّم فيه كما قال ، ولكن إذا كان المقصود الاعتماد على من لم يتكلَّم فيه أصلاً فحسب ، فلا يوجد في الأئمة والرواة من لم يتكلَّم فيه ... حتّى البخاري ومسلم ... هذا أوّلاً.
وثانياً : إنَّه قد تقرر عند القوم عدم الاعتناء بالقدح المستند إلى الاختلاف في الاعتقاد. وقد قدّمنا عبارة الحافظ ابن حجر في المقدمة ، فلاحظ.
وثالثاً : انه ليس القدح في «خالد بن مخلَّد» إلّا لتشيعه ، نصّ على ذلك الحافظ ابن حجر حيث قال : «خ م ت س ق (١) ـ خالد بن مخلَّد القطواني
__________________
(١) هذه الرموز «خ» البخاري ، «م» مسلم ، «ت» للترمذي ، «س» للنسائي ، «ق» لابن ماجة القزويني.