الكوفي ، أبو الهيثم ، من كبار شيوخ البخاري. روى عنه وروى عن واحدٍ عنه. قال العجلي : ثقة وفيه تشيع. وقال ابن سعد : كان متشيعاً مفرطاً. وقال صالح جزرة : ثقة إلّا أنه يتشيّع. وقال ابو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به.
قلت : أما التشيع فقد قدمنا أنّه ـ إذا كان ثبت الأخذ والأداء ـ لا يضره سيّما ولم يكن داعيةً الى رأيه» (١).
أقول :
فالرجل من كبار شيوخ البخاري ....
ومن قال : «في حديثه بعض المناكير» فقد نصّ في نفس الوقت على أنه «صدوق» ... ومن هنا يظهر أن رواية المناكير لا تضرّ ... ثمّ من الذي خلصت جميع رواياته عن رواية منكرة؟!
على أنّ هذا الحديث ليس من المناكير قطعاً.
رابعاً : الكلام الذي نقله عن (توجيه النظر إلى أصول الأثر) هو للحافظ ابن حجر ، فإنه قال بعد : «أما التشيّع ...» في العبارة التي نقلناها عنه : «وأمّا المناكير فقد تتبّعها أبو أحمد ابن عدي من حديثه وأوردها في كامله وليس فيها شيء ممّا أخرجه له البخاري ، بل لم أر له عنده من افراده سوى حديث واحد وهو حديث أبي هريرة : من عادى لي ولياً. الحديث. وروى له الباقون سوى أبي داود».
__________________
(١) مقدمة فتح الباري في شرح البخاري : ٣٩٨. وقد أوردنا هذا في مقدمة الكتاب أيضاً.