دلالة الآية على العصمة
قال الدكتور : «وننتقل بعد هذا إلى دلالة الآية الكريمة على العصمة :
قال الطوسي : استدل أصحابنا بهذه الآية على أن في جملة أهل البيت معصوماً لا يجوز عليه الغلط ، وأن إجماعهم لا يكون إلّا صواباً. بأنْ قالوا : ليس يخلو ارادة الله لإذهاب الرجس عن أهل البيت بأنْ يكون هو ما أراد منهم من فعل الطاعات واجتناب المعاصي ، أو يكون عبارة عن أنه أذهب عنهم الرجس بأنْ فعل لهم لطفاً اختاروا عنده الامتناع من القبائح. والأول لا يجوز أن يكون مراداً ، لأن هذه الارادة حاصلة من جميع المكلّفين فلا اختصاص لأهل البيت في ذلك ، ولا خلاف أن الله تعالى خصّ بهذه الآية أهل البيت بأمرٍ لم يشركهم فيه غيرهم ، فكيف يحمل على ما يبطل هذا التخصيص ويخرج الآية من أن يكون لهم فيها فضيلة ومزية على غيرهم؟ على أن لفظة إنما تجري