سند الحديث الثاني : «حدّثنا عبد الله قال : كتب إليَّ قتيبة بن سعيد : كتبت إليك بخطّي وختمت الكتاب بخاتمي يذكر : ان الليث بن سعد حدّثهم عن عقيل ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين : ان الحسين بن علي حدّثه عن علي بن أبي طالب ...» (١).
مدارهما على «الزهري» :
وهذان الحديثان ـ بغض النظر عن أنّهما ليسا من (المسند) بل من زياداته لعبد الله بن أحمد ، وعن سائر رواتهما ـ مدارهما على «الزهري».
وهذا الرجل الذي توثّقه مدرسة بني أُمية وتعتمد عليه ... كان شرطياً لبني أُمية :
روى الحافظ الذهبي بترجمة شعبة بن الحجاج ـ أمير المؤمنين في الحديث كما وصفه ـ قال : «أبو بكر ابن شاذان البغدادي : حدّثنا علي بن محمّد السوّاق ، حدّثنا جعفر بن مكرم الدقّاق ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا شعبة ، قال : خرجت أنا وهشيم إلى مكة ، فلما قدمنا الكوفة ، رآني هشيم مع أبي اسحاق فقال : من هذا؟ قلت : شاعر السبيع. فلما خرجنا جعلت أقول : حدّثنا أبو إسحاق ، قال : وأين رأيته؟ قلت : هو الذي قلت لك : شاعر السبيع. فلما قدمنا مكة ، مررت به وهو قاعد مع الزهري فقلت : أبا معاوية من هذا؟ قال : شرطي لبني أُمية. فلما قفلنا جعل يقول : حدّثنا الزهري ، فقلت وأين رأيته؟ قال : الذي رأيته معي ، قلت : أرني الكتاب. فأخرجه ، فخرّقته» (٢).
__________________
(١) مسند أحمد ١ / ٧٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٢٦.