وروى الذهبي عن خارجة بن مصعب أنه قال : «قدمت على الزهري وهو صاحب شرطة بني اميّة ، فرأيته ركب وفي يديه حربة وبين يديه الناس في أيديهم الكافركوبات فقلت : قبّح الله ذا من عالم ، فلم أسمع منه» (١).
وكان الزهري من أشهر المنحرفين عن علي أمير المؤمنين عليهالسلام وكان يسبّه (٢).
وكان يضع الحديث عليه على لسان ولدِه ، وهذا منها.
كلّ ذلك خدمةً لبني أُمية وتشييداً لسلطانهم ... ولذا كتب إليه الامام علي ابن الحسين زين العابدين عليهالسلام كتاباً يعظه ويحذّره من مغبّة ما هو فيه ، ويذكّره الله والدار الآخرة ... ولم ينفعه ...!! (٣).
هذا ، وكيف يصدّق الدكتور هكذا خبرٍ عن علي ، وهو هو؟!
أخرج الحاكم ـ ووافقه الذهبي ـ قال : «سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي وأبا الحسين محمّد بن المظفر الحافظ يقولان : سمعنا أبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمّد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه» (٤).
قلت : ولهذا وغيره كان كثير من أعلام الأصحاب يصرّحون بتفضيله على
__________________
(١) ميزان الاعتدال ١ / ٦٢٥.
(٢) شرح نهج البلاغة ٤ / ١٠٢.
(٣) إحياء علوم الدين ٢ / ١٤٣ ولم يصرّح باسم الإمام عليهالسلام!! وهو مذكور في كتب أصحابنا عنه.
(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٧.