يبين ذلك. وهذا وقع نجس الحكم في الماء منجس أم لا؟
فأجاب بأن قال :
الأعيان لا تكون نجسة ، لأنها عبارة عن الأجسام ، وهي جواهر متركبة ، وهي مماثلة. فلو نجس بعضها تنجس سائرها ، وكان لا فرق بين الخنزير وبين غيره من الحيوان في النجاسة ، وقد علم خلاف ذلك. والتنجيس حكم شرعي ، ولا يقال نجس العين الا على وجه المجاز دون الحقيقة.
والذي يدور بين الفقهاء في قولهم «نجس العين» و «نجس الحكم» محمول على ضرب من تعارفهم ، وهو أن كل ما حكم بنجاسته في حال الحياة وحال الموت ولم يتغير أجزاء هذا الوصف عليه قالوا «نجس العين» كالخنزير ، وما اختلف حاله فحكم عليه في بعض الأحوال بالطهارة وبعض الأحيان بالنجاسة قالوا «نجس الحكم».
ألا ترى أن ما تقع عليه الذكاة كالشاة وغيرها يحكم بطهارته حيا وبنجاسته إذا مات، والكافر يحكم بنجاسته في حال كفره وبطهارته عند إسلامه ، فأجروا على ما اختلف حاله بأنه نجس الحكم وعلى ما لزمته صفة النجاسة في جميع الأحوال بأنه نجس العين.
وقد علمنا أن الجنب يجري عليه الوصف بأنه غير طاهر ، ومعلوم أن نجاسته حكمية. وأمثال هذا يتسع والمذكور منه فيه كفاية.
(٧)
[تنجس البئر ثم غور مائها]
مسألة :
بئر سقطت فيها نجاسة وغار ماؤها حتى لم يبق منه فيها شيء قبل التعرض