والجواب عن الشبهة الثانية : وهي قولهم : «لو كانت العلة موجودة مع المعلول لزم إيجاد الموجود» فنقول : إن كنت تريد بهذا الكلام إيجاد الموجود مرة أخرى ، فهذا باطل ، وإن كنت تريد كونه موجدا لذلك الموجود بمعنى أنه لو لا ذلك الإيجاد ، لما حصل ذلك الموجود ، فهذا حق عندنا ، فلم قلتم : إنه محال؟
والجواب عن الشبهة الثالثة : إن الرامي يفعل في السهم قوة باقية هي الموجبة لتلك الحركات ، إلا أن إيجابها لكل جزء من أجزاء الحركة ، مشروط بانقضاء الجزء المتقدم. وهذا هو الجواب عن نزول الثقيل. وأما قوله : «الفكر يوجب العلم بالمطلوب ، مع أن الفكر يجب حصوله قبل حصول العلم بالنتيجة» [فنقول : الفكر عبارة عن مجموع العلم بالمقدمتين ، وهما حاصلان مع العلم بالنتيجة] (١).
أما قوله : «المؤثر ما لم يوجد بتمامه ، لم يصدر عنه الأثر».
فنقول : إن كان المراد من قوله «وجدت العلة بتمامها» : التقدم الزماني ، فهذا هو عين المطلوب ، وإن كان المراد به التقدم بالذات ، فهو مسلم لكنه لا يقدح في غرضنا. وأما التمسك بما يقال في العرف : حركت يدي فتحرك الكم ، [أو ثم تحرك الكم] (٢) فنقول : هذا تمسك في المضائق العقلية بالألفاظ ، وهو ضعف ، ثم بتقدير الصحة فإنا نحمله على التقدم بالذات والعلية [والله ولي التوفيق] (٣).
__________________
(١) من (ز).
(٢) من (س).
(٣) من (ز).