فهذه الطوائف الأربع وهم الطوائف المعتبرون ممن يقر بنبوة الأنبياء عليهمالسلام كلهم مطبقون متفقون على الإقرار بوجود الله تعالى (١).
وأما سائر الطوائف :
فأحدها : أهل الجاهلية : وهم العرب الذين كانوا موجودين قبل ظهور الإسلام ، وكلهم كانوا مطبقين على الإقرار بوجود الإله (٢) ، والدليل عليه [قوله تعالى (٣) حكاية عنهم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ؟ لَيَقُولُنَّ : اللهُ) (٤) وقال تعالى : (أَفِي اللهِ شَكٌّ؟ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٥) وكانوا يطلقون لفظ الإله على الأوثان ، أما لفظ الله فما كانوا يذكرونه إلا في حق الله تعالى.
والصنف الثاني : من أصناف أهل الدنيا : [الهند ، وكلهم مطبقون على الإقرار بوجود الإله الحكيم الرحيم ، ولذلك فإنهم يبالغون في العبادة ويحرقون أنفسهم بالنار ، على حب الله تعالى.
والصنف الثالث : من أهل الدنيا] (٦) : الزنوج وهم أبعد طوائف أهل الدنيا [عن العقل] (٧). ومع ذلك فهم مقرون بوجود إله العالم ، ويقولون : ملكرى جلوى (٨) ومعناه : الرب الأعظم.
والصنف الرابع : من أهل الدنيا : الترك ، وهم مقرون بوجود الإله تعالى فيقولون : به ينكرى (٩) ، يعني الرب واحد ، وقد يقول بعضهم : ألغ بايات. ومعناه الغني الأعظم.
والصنف الخامس : أهل الصين. ولهم علو عظيم من الإقرار بوجود الإله المدبر الحكيم.
__________________
(١) الإله (س).
(٢) الله تعالى (س).
(٣) من (س).
(٤) الزمر ٣٨.
(٥) إبراهيم ١٠.
(٦) من (ز).
(٧) من (ز).
(٨) ملكوى جلوى (ز).
(٩) به ينكرى (ز).