__________________
ـ بلقب «الروح القدس» ـ وهذا هو الأقنوم الثالث ـ أي أنهم يقولون بإله واحد متجسد. ذو ثلاثة أقانيم ـ والأقنوم عندهم ، مرحلة من ثلاث مراحل ـ ويقولون إن كل أقنوم متساو مع غيره. ويقولون : إن الجسد هو «الناسوت» ، والروح هو «اللاهوت ، والقتل والصلب وقعا على الناسوت ، واللاهوت لم يتأثر بشيء. وما جرى على المسيح في الدنيا من الآلام ، جرى عليه من جهة ناسوته ، لا من جهة لاهوته. وتعذيبه في جهنم ، كان من أجل خطايا آدم وبنيه. والعذاب وقع على الناسوت ولم يقع على اللاهوت.
فهل عقيدة الأرثوذكس هذه تتفق مع قول الإسلام ب ١ ـ التوحيد ٢ ـ والتنزيه؟ إنهم لا ينزهون الله عن النقائص. فقد قالوا : بتجسده وبقتله وبصلبه. وأي نقيصة من بعد هذا؟ وقد اعترف القرآن بكفرهم في قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا : ثَلاثَةٌ) أي ثلاثة مراحل للإله الواحد (انْتَهُوا. خَيْراً لَكُمْ. إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) [النساء ١٧١] وفي قوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا : إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) [المائدة ٧٢].
ولنثني بشرح عقيدة «التوحيد» عند «الكاثوليك» فنقول :
يعتقد الكاثوليك : أن للكون ثلاثة آلهة : «الأب» وهو الله تعالى. والثاني : «الابن» وهو المسيح بن مريم. والثالث : «الروح القدس» وهو عمل إلهي منتشر في الكون. والثلاثة كانوا معا في بدء الخليقة. وهم على ثلاثة عروش. وكل واحد منهم مستقل بعرشه عن الآخر ، ومستقل بعمله عن الآخر. ويقولون : إن الأب أعظم من الابن. والروح القدس منبثق من الأب والابن. وأن المسيح له طبيعة إنسانية كاملة ، وله طبيعة إلهية كاملة. ومع ذلك الانفصال التام. يقولون بالتوحيد ، أي هم متحدون في الحقيقة الإلهية التي هي «جوهر» الأشياء ومختلفون في بعض الصفات العارضة ، التي تحدث وتزول. ويقولون : إن الثلاثة آلهة ، هم ثلاثة «أقانيم» ومعنى الأقنوم عندهم : «شخص ذو كيان مستقل» وهذا هو معنى الأقنوم في اللغة «السريانية».
ويقول النصارى أجمعون : أن المسيح «ابن الله».
وعقيدة الأرثوذكس تختلف عن عقيدة الكاثوليك والبروتستانت في «بنوة» المسيح لله. فالأرثوذكس يعتقدون أن المسيح «ابن» بحسب ١ ـ ما ورد في نصوص التوراة أن كل يهودي ابن لله بالمعنى المجازي أي حبيب إلى قلب الله ، ومقرب منه. فقد ورد في التوراة أن الله قال لبني إسرائيل : «أنتم أولاد للرب إلهكم» [تثنية ١٤ : ١] والمسيح من بني إسرائيل. ٢ ـ بحسب رؤية الناس له ، ونظرتهم إليه أنه ابن لمريم بدون أب ، وجرت عادتهم أن الذي لا يعرفون له أبا ينسبونه إلى الله ، كما جاء في إنجيل لوقا في الأصحاح الثالث : أن آدم ابن الله. ٣ ـ بحسب نبوءة في مزامير داود ، في المزمور الثاني. يتحدث عن النبي المنتظر الذي وعد به موسى في الأصحاح الثامن عشر من سفر التثنية بلغة بني إسرائيل ولسانهم ، تتحدث عنه بلقب «ابن الله» ولما أرادوا أن يطبقوا عليه أطلقوا عليه لقب «الابن» وقالوا : إنه «مولود من الأب قبل كل الدهور».