إِلَيْكَ) وهذا إشارة إلى وجوب الإيمان بالرسول الحاضر ، ثم قال بعده : (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) وهو إشارة إلى وجوب الإيمان بسائر الأنبياء المتقدمين ، وعند هذا تم ما يحتاج إليه في باب النبوات. ثم قال : في المرتبة السابعة : (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) وهو الإشارة إلى الإيمان بالبعث والقيامة. ثم لما ذكر هذه المراتب السبعة ، وهي الأحوال المتعلقة بالأمس واليوم والغد ، فقد تمت المطالب ، وكملت المصالح. فلهذا قال بعده : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ ، وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وذلك لأن الإنسان ما دام يكون في الدنيا ، فهو في الطريق. وأحسن أحوال المسافر إلى المقصد أن يكون على هدى من معرفة الطريق ، وإذا مات فقد وصل المسافر إلى المقصد. وأحسن أحواله أن يكون قد أفلح في ذلك السفر ، وفاز بالخيزات. فثبت بما ذكرنا : أن هذا الطريق في الدعوة : أحسن الطرق.
ولو اشتغلنا ببيان ما في هذه الشريعة من أنواع الأسرار القدسية ، والأنوار العلوية ، لطال الكلام [فاكتفينا بما سبق من الكلام. والله أعلم (١)].
__________________
(١) من (ط ، ل).