أن تلك الأجسام المختلفة المركوزة (١)] في جواهر الأفلاك ليست [إلا (٢)] الكواكب. فثبت بما ذكرنا : أن مبادي الحوادث الحادثة في هذا العالم ليست إلا الاتصالات الكوكبية المختلفة. فهذا هو البرهان الذي عليه تعويل الفلاسفة في إثبات هذا المطلوب.
وأما الحجة الثانية ـ وهي الحجة الإقناعية ـ فهي أنهم قالوا : إنا قد ذكرنا وجوها كثيرة دالة على أن أحوال هذا العالم ، مرتبطة بأحوال الشمس في كيفية حركتها ، تحت منطقة البروج ، فإن بهذا السبب تصير الشمس تارة شمالية ، وتارة جنوبية ، ولأجل هذا الاختلاف تحصل الفصول الأربعة ، وبسببها تختلف أحوال هذا العالم ، [وأيضا : بسبب طلوع الشمس وغروبها في اليوم ، تختلف أحوال هذا العالم (٣)] وهذا استقراء قوي ، وبيان تام في استناد أحوال هذا العالم بحركات الكواكب.
ثم تأكد هذا البيان بنوع آخر من البيان ، وهو : أن الناس منذ كانوا من قديم الدهر ، كانوا متمسكين بعلم النجوم ومعولين عليها. فإنك ترى لكل علم أولا ، وإنسانا هو أول الناس خوضا فيه. إلا العلم الإلهي ، وعلم النجوم ، فإنك لا تصل إلى تاريخ ، إلا وترى أن هذين العلمين كانا موجودين قبله ، ولو كان هذا العلم باطلا ، لامتنع إطباق أهل الدنيا من الدهر الداهر ، إلى هذا اليوم ، على التمسك به والرجوع إليه. فهذه الوجوه ، بيانات ظاهرة في صحة هذا العلم [والله أعلم] (٤).
__________________
(١) من (ل) وعبارة (ت) ، و (ط) : النسب المختلفة مبادي لحدوث حادث ، والحوادث المذكورة في جواهر الأفلاك ... الخ.
(٢) ليست إلا الكواكب (ل) ليست للكواكب (ت).
(٣) سقط (ت).
(٤) من (ل).