حركة مستديرة. وذلك يدل على أن المبدأ الأول القريب لحدوث الحوادث. في هذا العالم : هو الحركة المستديرة الحاصلة للأجرام الفلكية. ثم قالت الفلاسفة : الأولى أن يجمع بين القسم الأول والثاني. حتى يكون جوهر الفلك ، كالبدن (١) وجوهر ذلك الروح كالنفس. والتعقلات المنتقلة الدائمة لذلك الجوهر الروحاني ، توجب الحركات لهذه الكرات (٢) الجسمانية ، ويكون مجموعها أسبابا لحدوث الحوادث في هذا العالم.
وأما القسم الثاني : وهو أن يقال : السبب المقتضي لحدوث هذه الحوادث [موجود قديم أزلي. فنقول : تأثير ذلك الأزلي في حدوث الحوادث (٣)] إن كان غير موقوف على شرط حادث [فهو محال ، وإلا لزم كون هذا الحادث قديما وإن كان موقوفا على شرط حادث (٤)] عاد الكلام في كيفية حدوث ذلك الشرط الحادث ، ويلزم التسلسل ، ويعود جملة ما ذكرناه في القسم الأول.
فيثبت بهذا البيان : أن حدوث الحوادث في هذا العالم ، منوطة ومربوطة بالحركة المستديرة الفلكية ، المبرأة عن الانقطاع والتغير.
ثم نقول : الأجرام الفلكية بسائط ، والأجزاء (٥) المفترضة في الكرة البسيطة ؛ متشابهة بالطبع ، والماهية [والأسباب المتماثلة في الطبع والماهية (٦)] لا تفيد إلا معلومات متماثلة. فكان يجب أن تكون حوادث هذا العالم متساوية ، وذلك باطل. ولما بطل هذا ، وجب أن يحصل في الأجرام الفلكية ، أجسام (٧) مختلفة في الطبيعة والماهية. ولا بد وأن تكون تلك الأشياء متحركة. ويحصل لها بسبب حركاتها المختلفة : نسب مختلفة ، وتكون تلك النسب المختلفة ، مبادي لحدوث [الحوادث المختلفة في عالم الكون والفساد ، ومعلوم
__________________
(١) كالقلب (ت).
(٢) الحركات (ت).
(٣) من (ل).
(٤) من (ل).
(٥) والأجرام (ل).
(٦) سقط (ت).
(٧) (ت).