الماضية في الفلك. ومن الذي يمكنه الوقوف على جميع الأحوال الماضية في الفلك؟
والثالث : إنه كما يعتبر في حصول الأثر ، حصول العلة الفاعلية فكذلك يعتبر في حصوله العلة القابلية ، ولهذا السبب اتفق المنجمون على أنه إذا ولد على الطالع الواحد : ابن مالك ، وابن قصاب. أو خباز [فإنه لا يتساوى أثر ذلك الطالع فيهم. فعلمنا : أن آثار الطوالع (١)] تختلف بحسب اختلاف أحوال المادة السفلية ، لكن المواد السفلية سريعة التغير ، شديدة التبدل. فكيف يمكن الوقوف على أحوالها؟ فهذا ضبط الوجوه المذكورة في بيان أن الوقوف على أحوال هذا العالم بالتمام. والكمال صعب ، إلا أن العقلاء اتفقوا على أن ما لا يدرك كله ، لا يترك كله ، فهذا العلم وإن كان صعب المرام من هذه الوجوه ، إلا أن الاستقراء يدل على حصول النفع العظيم منه. وإذا كان كذلك ، وجب الاشتغال بتحصيله ، والاعتناء بشأنه ، فإن القليل منه كثير ، بالنسبة إلى أحوال مصالح البشر [والله أعلم (٢)].
__________________
(١) زيادة من (ل).
(٢) من (ل).