الشرط الخامس : اتفقوا على أن ممارسة هذه الأعمال في الليل ، أولى منها في النهار. قال «أرسطو» : «إن الشمس سلطان قاهر ، فهو بكمال سلطنته ، يقهر جميع الأرواح ، ولا يقوى شيء منها على الفعل. وأيضا : الحواس في النهار ، تكون مشغولة بالمحسوسات ، فلا تحصل جمعية القلب ، وفي الليل تكون الحواس معطلة ، فكانت جمعية القلب في الليل أكمل (١)».
وقال «هرمس» : «إن خير ما يعمل به العامل ، هو ما يخفى عن أعين البشر وشروق الشمس. لأن عيون البشر جاذبة بروحانيتها قوة النيرنج [وشروق الشمس قوة تبطل قوة النيرنجات (٢)] ثم قال : اعمل نيرنجات القطعية وعقد الشهوة ، ودخنها كلها بالليل ، واحترز فيها عن العيون واللامعة».
الشرط السادس : أجمعوا على أن صاحب هذا العمل ، كلما كان إقباله على أبواب البر والخير أكثر أعماله أكمل ، لأن الغالب على طبيعة العالم هو الخير ، وأما الشر فمغلوب ، فإذا اعتضد عمله بالجانب القاهر الغالب ، كان ذلك العمل : أكمل وأفضل.
الشرط السابع : أن لا يأكل من الحيوانات شيئا ، ويقتصر على الخبز والملح ونبات الأرض. والسبب فيه : أن النفوس البشرية مشغوفة باللذات الجسدانية ، فإذا وصل إليها ، أقبل عليها ، وغاص فيها ، وانصرف عن الجانب الأعلى [وإذا لم يجدها وبقي محروما عنها ، عاد بطبعه إلى الجانب (٣)] الأصلي [والمركز (٤)] الفطري.
الشرط الثامن : أن لا يستعمل الروحانيات في الأشياء الحقيرة ، بل في الأشياء العظيمة الغالية. بحسب ما يليق (٥) به ، وبكل روحاني وأن يحترز عن
__________________
(١) بالمحسوسات فلا تحصل جمعية القلب في الليل أكمل (ت).
(٢) من (ل).
(٣) من (ل).
(٤) من (ل).
(٥) ما يليق بكل روحاني (ل).