التأثير (١)] ويدل عليه وجوه :
الأول : إنها أقرب إلى هذا العالم من تلك الثوابت.
والثاني : إن الثوابت كاسمها ثوابت. فلا يليق بها أن تكون عللا لهذه الحوادث ، التي هي سريعة التغير في هذا العالم.
والثالث : إن الثوابت لا يتغير نسب بعضها إلى بعض ، لا في الطول ولا في العرض. لأنها مركوزة في كرة واحدة ، بخلاف السيارات ، فإن كل واحدة منها مركوزة في كرة اخرى [ولكل كرة حركة على حدة (٢)] فلا جرم تختلف حركات كراتها في الأطوال وفي العروض. فتحصل النسب المختلفة التي يمكن أن تكون مبادي لحدوث الحوادث في هذا العالم.
والرابع : إن هذه السيارات تمر بتلك الثوابت ، فتمتزج بهذا الطريق أنوار بعض تلك الثوابت بالبعض.
فثبت بهذا الطريق : أن الأهم في عالم النجوم : معرفة طبائع السيارات [ثم بعدها معرفة طبائع الثوابت. واعلم أنه كما أن البحث عن طبائع السيارات (٣)] أهم من البحث عن طبائع الثوابت.
فكذا البحث عن معرفة [أحوال القمر (٤)] أهم المهمات. لأن الأسباب الأربعة المذكورة موجودة فيه :
فالأول : إن أقرب الكواكب إلى هذا العالم : القمر. وآثاره تصل إلى هذا العالم من غير واسطة. وإما آثار سائر الكواكب فإنها لا تصل إلى هذا العالم إلا بواسطة القمر. فوجب أن يكون البحث عن حال القمر ، أهم من غيره.
والثاني : إن أحوال هذا العالم سريعة التغير والدوران. وأحوال القمر أيضا كذلك.
__________________
(١) من (ل).
(٢) من (ل).
(٣) من (ل).
(٤) سقط (ل).