الثالثة من الثور. وذلك يدل على مناسبة شديدة بينهما.
والخامس : إنهما متشابهان في عظم الجرم ، بحسب الحس.
وإذا عرفت هذا الأصل ، ظهر أن الشارع في هذا العلم ، يجب أن يكون عالما بطبائع ا لكواكب السيارة ، وبطبائع الكواكب الثابتة ، وبكيفية مزج بعضها بالبعض. وأهم المهمات عنده : أن يكون عالما بجميع الأقسام الممكنة في سعودة القمر ، وفي نحوسيته ، وأن يكون عالما بجميع سعادات الكواكب ونحوساتها ، حتى إذا أراد الشروع في عمل ؛ أمكنه أن يراعي حال قوة الكوكب المناسب لذلك العمل ، ويراعي حال القمر ، حتى يكون موصوفا بالصفات اللائقة بذلك العمل.
إذا عرفت هذا فنقول : يجب عليه الاستقصاء في صفات كل واحد من الكواكب في سعودته ونحوسته ، وذكورته وأنوثته ، وحرارته وبرودته. ويجب عليه الاستقصاء في معرفة ما لكل واحد من الكواكب من أقسام المعادن والنبات والحيوان [ومن أقسام أعضاء الإنسان والحيوان (١)] وكلما كان أكثر إحاطة في هذه الأقسام ، كان انتفاعه به أكمل ، وقدرته على هذه الأعمال أصدق.
وأما السيارات : فنقول : الشمس والمريخ حاران يابسان ، لكن الشمس بحرها ويبسها مصلحة والمريخ مفسد. وأمّا المشتري والرأس ، فهما حاران رطبان ، لكن المشتري في غاية الصلاح ، والرأس ليس كذلك. وأما الزهرة والقمر فهما باردان رطبان ، لكن إصلاح الزهرة أكثر. وأما زحل وعطارد والذنب ، فهي باردة يابسة ، إلا أن عطارد مصلح ، وزحل والذنب مفسدان.
وأما الثوابت : فلا شك أن معرفة طبائعها صعبة وذكروا في طريق تحصيل هذه المعرفة وجوها :
الطريق الأول : الاستدلال بألوانها على طبائعها.
فكل كوكب يكون لونه مساويا للون بعض السيارات ، أضافوا طبعه
__________________
(١) من (ل).