__________________
واعلم : أنه حصل بيتان أخوان ، ينظر الطالع إليهما من التسديس. فأحدهما ؛ وهو الثالث تحت الأرض. والثاني : وهو الحادي عشر فوق الأرض. وهذا النظر يفيد خيرا قليلا. فلا جرم جعلوا الثالث دليلا على الأخوة والأخوات والأقارب والأصهار. لأن هذه الأشياء قد تفيد نوعا من السرور إلا أنها قد تفيد أيضا أنواعا من المكارة. وأما الحادي عشر ، فلأجل كونه فوق الأرض. يدل على البهجة الروحانية التي لا تكون كاملة ، فلهذا جعلوه بيت الرجاء والأخوان والأصدقاء. فقد ذكرنا حكم هذه البيوت الثمانية.
بقيت أربعة أخرى ، لا ينظر الطالع إليها. وهي الثاني والسادس والثامن والثاني عشر. فنقول : أما الثاني ـ وإن كان ساقطا ـ إلا أنه لا يلي أشرف الأوتاد ، وهو الطالع ، فجعلوه بيت المال ، لأن الإنسان إذا أحدث ، فإنه يحتاج إلى المال الذي به يقدر على تحصيل المهمات. وأما السادس فهو ساقط ، وليس في جوار بيت شريف ، فجعلوه دليلا على الضعف والمرض ، ولأنه في جوار الخامس ، فيدل على أن أشخاص يشبهون الأولاد. إلا أنهم يكونون في غاية السقوط ، وهم العبيد والدواب. وأما الثامن فهو ساقط ، وفي جوار بيت الأضداد ، فيدل على الموت والهلاك. وأيضا : لما جعلنا السادس دليلا على أول الشر ، وهو المرض ، وجب جعل الثامن دليلا على تمام حصول الشر ، وهو الموت. وأيضا : فالثامن بيت مال الضد والعدو ، وذلك يناسب موت الإنسان. وأما الثاني عشر ، فهو ساقط ومع ذلك فهو آخر البيوت. ونهايتها. والشيء عند بلوغه إلى آخر مراتبه : يضعف ويحصل له الهموم. فعلمنا : أنه بيت الأعداء والمخالفين ، والغموم والسجن ، والسفلة والدواب. فهذا هو الذي تكلفناه في معرفة تعليل هذه البيوت.
ومن نظر في كلام غيرنا في هذا الباب ، عرف أن الذي ذكرناه ، وإن كان متكلفا ، فهو خير مما ذكره غيرنا. وإذا عرفت هذا فنقول : يتفرع عليه فروع :
الفرع الأول : إن هذه البيوت الاثني عشر منقسمة ، بحسب الأوتاد الأربعة أقسام وفي كل قسم منها يقع الابتداء بالوتد ، وهو يدل على الحال الحاضرة ، وعلى القوة والتمام ، وما يلي الأوتاد على بعض التمام ، والزائل وعلى الفوت. الفرع الثاني : الفرح أن يكون عطارد في الطالع ، والقمر في الثالث ، والزهرة في الخامس ، والمريخ في السادس ، والشمس في التاسع ، والمشتري في الحادي عشر ، والمريخ وزحل في الثاني عشر. النوع الثاني : قسمة الفلك بالمثلثات. والنوع الثالث : قسمة كل برج بالحدود تارة ، وبالوجوه ثانيا ، وبالذربحان ثالثا ، وبالنميهرات رابعا ، وبالنهبهرات خامسا ، وبالاثني عشريات سادسا ، والسابع : يجب اعتبار حال منازل القمر ، فإن بعضها يصلح للأعمال السحرية ، وبعضها لا يصلح لها.
وفي أيدي الناس : كتاب يقولون : إنه لهرمس. وهذه الأحوال مشروحة فيه جدا. والثامن. يجب اعتبار حال كل واحد من الدرجات الثلاث مائة والستين. وشرح أحوال هذه الدرجات فيه روايات : إحداها : ما ينقلونه عن طمطم الهندي. والثانية : ما ينقلونه عن زرادشت. والثالثة : ما أصلحه أحمد بن عبد الجليل السجزي. والتاسع : معرفة أصحاب الساعات النهارية والليلية. ويقال : إن المدبر لكل واحد من تلك الساعات المخصوصة : روح معين في الفلك ، وله اسم معين. والعاشر : أن يعرف أحوال كل واحد من السيارات بحسب كل ـ