العقل وتقبيحه معتبرا في أفعال الله تعالى وفي أحكامه ، وجب الجزم بفساد التكليف ، وبفساد بعثة الأنبياء والرسل.
وأما القول (١) الثاني : وهو أن يكون الحق هو أن تحسين العقل وتقبيحه باطل ، وغير معتبر في أفعال الله تعالى وفي أحكامه. فنقول : فعلى هذا التقدير ، كان القول بفساد التكليف والبعثة : أظهر. لأن على هذا التقدير ، لا يمتنع إظهار المعجز ، على يد الكاذب ، ولا يمتنع إرسال الرسل [بالفحش والكذب وشتم الله وشتم الملائكة ، ولا يمتنع إرسال الرسل (٢)] إلى الجمادات ، ولا يحصل الوثوق بوعد الله تعالى ، ولا بوعيده. وكل ذلك يوجب القول بفساد التكليف [والبعثة. فثبت : أنه لو صح القول بالتكليف (٣)] وبعثة الأنبياء والرسل ، لصح أما على تقدير أن يكون [تحسين العقل وتقبيحه معتبرا ، وإما على تقدير أن لا يكون (٤)] ذلك معتبرا ، وثبت أنه باطل على التقديرين [فكان ذلك أيضا باطل (٥)].
__________________
(١) القسم : الأصل.
(٢) من (ل) ، (ط).
(٣) من (ل) ، (ط).
(٤) من (ل) ، (ط).
(٥) من (ل) ، (ط).