والبياض لما حكم العقل بذلك في هذه المرتبة ولم يجوز قبل ملاحظة هذه المقدمات كونه أبيض لكن الأمر على خلاف ذلك.
ثالثها ان المعلم الأول ومترجمي كلامه عبروا عن المقولات بالمشتقات ومثلوا لها بها فعبروا عن الكيف بالمتكيف ومثلوا له بالحار والبارد.
أقول وهذه الوجوه الثلاثة وان حكيت عنه لإثبات الدعوى المنسوبة إليه وهو اتحاد معنى المشتق والمبدأ ذاتا لكن التأمل فيما نقل من كلامه يعطى ان بحثه مع القوم من جهتين مختلفتين لا من جهة واحدة بعينها إحداهما ان مفهوم المشتق هل هو مفهوم المبدأ بعينه ولا يعنى بالمبدإ المبدأ المشهوري وهو المصدر كما نسبه إليه صاحب الفصول فكلامه صريح في ذلك بل انما يعنى بالمبدإ العرض الخارجي ثم يدعى ان الذات غير مأخوذة في مفهومه لاستلزام أخذه التكرار في قولنا الثوب الأبيض ولصحة الغفلة عن الذات مع تصور معنى المشتق عند تصورنا العرض الخارجي بنحو الناعت (ومن هنا يظهر) ان مراده من نفى النسبة عن المشتق في أول كلامه هو انتفاء الذات كما ينادى به كلامه واستدلاله لدعواه فنسبة القول بخلو معنى المشتق عن الذات والنسبة جميعا إليه ليس على ما ينبغي كيف وهو ينادى بقيامه بالذات وحمله عليها وكونه معنى ناعتا وهل الاشتمال على النسبة غير كون المعنى ناعتا وقد أطبقت كلمتهم على ان العرض وجوده في نفسه عين وجوده لغيره فما به يكون السواد سوادا عين ما به يكون الجسم أسود والأول