فلا يخلو : إمّا أن نقول بتواتر القراءات كلّها ،
______________________________________________________
التطهّر من باب التفعل ، يستعمل بمعنى الطهارة الخبثيّة أيضا ، كما ذكروا في وجه نزول قوله سبحانه : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(١) فيمن غسل نفسه بالماء من الغائط.
لا يقال : طهر ، ظاهر في كون الطهارة بنفسها ، فيكون المراد انقطاع الدّم ، بخلاف باب التفعل ، حيث الظهور في فعل المرأة شيئا.
لانّه يقال : أوّلا : فعل المرأة الغسل بالفتح ، أو الغسل بالضمّ ، هذا يبقى مجملا ، والأصل عدم الاحتياج الى الاغتسال ، منتهى الامر : يكون اللازم غسلها نفسها.
ثانيا : يطهرن بالتخفيف ايضا يحتمل الامرين ، لانّ حصول الطهارة قد يكون بنفسه ، وقد يكون بسبب انسان ، أو ما اشبه ، ولذا يقال لمن طهّر نفسه : انّه طاهر ، وحيث انّ البحث فقهي نكتفي بهذا القدر.
وعلى أي حال : (فلا يخلو امّا ان نقول : بتواتر القراءات) السبع أو العشر(كلّها) بمعنى : انّ القراءات قد تواترت عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وانّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قرء بكلّ هذه الاوجه العشرة ، أو الأوجه السبعة.
فانّهم قد اختلفوا في انّ جميع القراءات متواترة ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو ليس شيء منها متواترا ، بل كلّها باجتهاد القرّاء ، حسب القواعد العربية ، والوجوه الاستحسانية ، وانّما وصل القرآن اليهم بقراءة واحدة.
أمّا مسألة الاعراب والنقاط فأمر خارج عن هذا المبحث ، لانّه لا اشكال في انّ القرآن كان يؤخذ عن الشيوخ ، وهم عن شيوخهم ، وهكذا ، حتّى ينتهي الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى جبرائيل الى الله سبحانه وتعالى.
__________________
(١) ـ سورة البقرة الآية ٢٢٢.