ثمّ إنّك قد عرفت :
أنّ مناط الحجّيّة والاعتبار في دلالة الألفاظ هو الظهور العرفيّ ، وهو كون الكلام بحيث يحمل عرفا على ذلك المعنى ولو بواسطة القرائن المقاميّة المكتنفة بالكلام.
______________________________________________________
(ثم انّك قد عرفت) في اوّل توجيهنا لتفصيل المحقّق القمّي رحمهالله (انّ مناط الحجيّة والاعتبار في دلالة الالفاظ) ليس هو لأن العقلاء عبّدونا بذلك ، فنحن متعبدون بما قاله العقلاء ، ولا لانه يلزم ان يحصل لنا ظنّ فعلي بمراد المتكلم ، حتى نعمل بذلك الظاهر ، بل الحجيّة والاعتبار في دلالة الالفاظ(هو الظهور العرفي) ، بمعنى : انّ العرف يرون هذا اللفظ ظاهرا في هذا المعنى : (وهو كون الكلام بحيث يحمل عرفا على ذلك المعنى) وهذا ما يعبّرون عنه بالظن النوعي ، أي : انّ نوع العقلاء يظنون بمراد المتكلم من ظاهر كلامه ، وان كان هناك افراد لا يستظهرون من كلامه ، ذلك المراد الذي يفهمه النوع.
كما ان الظهور معناه : انّ أمرا يتكرر ، حتى ينتقل الانسان من هذا الكلام ، أو من هذا الفعل الى ذلك الأمر المخفي تحته ، كتكرر الرعد والبرق ، وانصباب المطر بعدهما ، حيث يكون للرعد والبرق ظهور في مجيء المطر بعدهما.
وهكذا حال ظهور الالفاظ في المعاني الخاصة ، فان ظهور : أسد في الحيوان المفترس ، انّما هو لتكرر ذكر الاسد في كلمات العقلاء ، وارادتهم الحيوان المفترس منه ، فيقال : انّ الأسد ظاهر في الحيوان المفترس.
ولا يخفى : انه لا يلزم في الظهور ان يكون اللفظ بنفسه ظاهرا في المعنى المراد ، بل يكون له ظهور(ولو بواسطة القرائن المقاميّة المكتنفة بالكلام) ، فانّ الظهور قد يكون بسبب الوضع التعييني أو الوضع التعيّني ، وقد يكون بسبب