مواقع للنظر والتأمّل.
______________________________________________________
رابعا : او انه اراد بيان كل تلك الامور الثلاثة ، وردّ من قال : بانّ القرآن قطعي الدلالة.
وعلى أي حال : ففي كلامه قدسسره بالاضافة الى اجماله (مواقع للنّظر والتأمل).
منها : انّ العلم بحكمة المتكلم ، لا يجعل ظاهر كلامه من قبيل النصوص ، حتى يكون ظاهر كلامه مقطوعا به.
ومنها : انّه لم يدّع أحد : كون ظاهر القرآن من الظنون العادية لا الظنون الخاصة ، وهذان الاشكالان واردان على قوله : «لا يقال».
ومنها : انه جعل كل خطابات الكتاب من قبيل خطابات المشافهة ، مع ان قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ ...)(١) و (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)(٢) و (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ...)(٣) ، وغير ذلك ، من قبيل تأليف المؤلفين ، الذين لا يريدون المشافهة ، فقط.
ومنها : انه لم يحتمل احد ، انه مع وجود خبر معتبر ينافي ظاهر القرآن ـ كما ذكرناه : في ظاهر أوامره ، ونواهيه ، ونحوهما ـ أو ينافي اطلاق القرآن ، أو عمومه ان لا يعمل بالخبر ، ويعمل بالظاهر ، والاطلاق ، والعموم ، وهذان الاشكالان يردان على قوله : «لانّا نقول» الى آخره.
مع ان هناك أيضا ايرادات اخرى على جوابه ، نصفح عنها خوف التطويل.
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢١.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ١٥٣.
(٣) ـ سورة الانفال : الآية ٢.