بل من جهة مزاحمتها للخبر من حيث الصدور ، بناء على أنّ ما دلّ من الدليل على حجّيّة الخبر الواحد من حيث السند لا يشمل المخالف للمشهور ، ولذا لا يتأمّلون في العمل بظواهر الكتاب والسنّة المتواترة إذا عارضها
______________________________________________________
(بل من جهة مزاحمتها) اي : الشهرة(للخبر من حيث الصدور) فان للخبر حيثيتين :
أولا : حيثيّة الصدور عن المعصوم عليهالسلام.
ثانيا : حيثية ظهوره في المراد.
أمّا حجيّة الخبر من حيث الصدور ، فمشروط بعدم قيام ظنّ على خلافه ، والشهرة تورث الظنّ على خلاف الخبر.
كما ان هناك في الخبر جهة ثالثة هي : جهة الصدور ، بمعنى : ان يكون الصدور لأجل الحكم الواقعي لا لأجل التقية ، فربما زاحمت الشهرة هذه الجهة الثالثة ، كما ذكروه في وقت المغرب وغيره ، فقد وردت الروايات بأن الصلاة مع سقوط قرص الشمس ، لكن المشهور لم يعملوا بهذا الخبر ، لا من جهة الظهور ، ولا الصدور ، بل من جهة احتمال التقيّة ؛ وذلك (بناء على ان ما دلّ من الدّليل ، على حجّيّة الخبر الواحد من حيث السند لا يشمل) الخبر(المخالف للمشهور) ، فالخبر مشروط في صدوره ، أو جهة صدوره ، بعدم المخالفة للمشهور ، لا انّه مشروط في ظهوره بعدم الظنّ على الخلاف ، الذي يأتي من المشهور غالبا ، فانّ الانسان اذا رأى الخبر من حيث ظهوره في جانب والمشهور في جانب آخر يظنّ على خلاف هذا الخبر ، لكن هذا الظن لا اعتبار به.
(ولذا) الذي ذكرناه : من انّ الظنّ على الخلاف لا يضر بظهور الخبر في وجوب العمل به (لا يتأمّلون في العمل بظواهر الكتاب والسنّة المتواترة ، اذا عارضها