بل العامّة ، الذين هم الأصل له وهو الأصل لهم ، هو اتفاق جميع العلماء في عصر ،
______________________________________________________
بل العامة ، الذين هم الأصل له) حيث انه من المشهور : انّ حديث : «لا تجتمع امّتي على خطأ» (١) أصله منهم ، لكن حيث ان هذا الخبر موجود في بعض رواياتنا ، فلا وجه لجعل الاجماع من اختراعات العامة ـ كما ذكره بعض الشراح والمحشّين ـ.
(وهو) أي الاجماع (الاصل لهم) ـ لأنّه : كما قالوا ـ مبنى مذهب العامة ، اذ عمدة ادلّتهم على خلافة عمر وابي بكر ، عندهم اجماع الامة على ذلك.
أقول : وهذه أيضا محل تأمّل ، فانهم بنوا مذهبهم على ما زعموا عليه جملة من الأدلة : منها ما يروونه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، انّه قال : «أصحابي كالنجوم ، بأيّهم اقتديتم اهتديتم» (٢) ، ومنها : قوله سبحانه : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ ...)(٣) ، وغير ذلك.
ولا يخفى ما فيها مما محلّ تفصيله الكتب العقائديّة.
وعلى كل حال : فالاجماع في مصطلح الخاصة والعامة(هو : اتفاق جميع العلماء في عصر) واحد ، وان اختلفوا في عصور متعددة ، كما اذا كان في عصر المحقق الحلّي ـ مثلا ـ قد افتى العلماء بفتوى واحدة ، تحقق الاجماع ، وان كان شيخ الطائفة ، أو من بعده. كالشهيدين ، ونحوهم ، مخالفين في تلك الفتوى.
__________________
(١) ـ الصراط المستقيم : ج ٣ ص ١٢٥ ، الغدير للاميني : ج ٧ ص ١٤٢ وص ١٤٣.
(٢) ـ بحار الانوار : ج ٢٨ ص ١٨ ب ١ ح ٢٦ ، عيون أخبار الرضا : ج ١ ص ٨٧ ، الصراط المستقيم : ج ٢ ص ٢١ وج ٣ ص ١٤٦ ، ارشاد القلوب : ص ٣٣٥ ، الطرائف : ص ٥٢٣ ، الصوارم المهرقة : ص ١٠٠.
(٣) ـ سورة التوبة : الآية ١٠٠.