الواحد المجرد ، كما يظهر من كلامه المتضمن للاعتراض على نفسه ، بقوله :
«فان قلت : اذا سددتم طريق العمل بأخبار الآحاد ، فعلى أي شيء تعوّلون في الفقه كله؟».
فأجاب بما حاصله : إنّ معظم الفقه يعلم بالضرورة والاجماع والاخبار العلمية. وما يبقى من المسائل الخلافية يرجع فيها إلى التخيير».
______________________________________________________
الواحد المجرد) عن القرائن في زمان الانفتاح.
(كما يظهر) ذلك الذي ذكرناه : من انّ سبب منعهم عن العمل بخبر الواحد هو انفتاح باب العلم المستند إلى الاخبار والقرائن الحافة بها (من كلامه المتضمن للاعتراض على نفسه بقوله : فان قلت : اذا سددتم طريق العمل بأخبار الآحاد ، فعلى أي شيء تعوّلون في الفقه كلّه؟) لانه ليس لنا من الادلة ما يكفي لكل الأحكام لو لا الخبر الواحد.
(فأجاب بما حاصله : أنّ معظم الفقه يعلم : بالضرورة ، والاجماع ، والاخبار العلمية) فلا ينسد علينا الطريق إلى الاحكام ، حتى نحتاج إلى الاخبار غير العلمية.
(وما يبقى من المسائل الخلافية) القليلة ، الّتي لا يدلّ عليها : الضرورة ، والاجماع ، والاخبار العلمية (يرجع فيها إلى التخيير) (١) فنتخير بين أن نعمل ، أو ان نترك ، وذلك لأصالة البراءة.
__________________
(١) ـ رسائل الشريف المرتضى : ج ٣ ص ٣١٢.