والحاصل : إنّ الظّاهر انحصار مدارهم على إيداع ما سمعوه من صاحب الكتاب ، أو ممّن سمعه منه ، فلم يكونوا يودعون إلّا ما سمعوا ولو بوسائط من صاحب الكتاب ، ولو كان معلوم الانتساب مع اطمئنانهم بالوسائط وشدّة وثوقهم بهم ، حتى انّهم ربّما كانوا يتّبعونهم في تصحيح الحديث وردّه ، كما اتّفق للصّدوق بالنّسبة إلى شيخه ابن الوليد قدسسرهما.
وربّما كانوا لا يثقون بمن يوجد فيه قدح بعيد المدخليّة في الصّدق.
ولذا حكي عن جماعة منهم التّحرز عن الرّواية
______________________________________________________
(والحاصل : إنّ الظّاهر انحصار مدارهم) وقاعدتهم في نقل الأحاديث (على إيداع ما سمعوه من صاحب الكتاب ، أو ممّن سمعه منه) في كتبهم (فلم يكونوا يودعون إلّا ما سمعوا ولو بوسائط) سماعا (من صاحب الكتاب ، ولو كان) الكتاب (معلوم الانتساب) إلى مؤلّفه (مع اطمئنانهم بالوسائط وشدّة وثوقهم بهم) فإنّهم ولو كانوا مطمئنين واثقين بالكتاب وبمؤلفه ، لم يكونوا يودعون رواياته ، ما لم يسمعوا منه أو عن الواسطة الّتي سمع عن صاحب الكتاب.
(حتى إنّهم) أي : الرّواة (ربما كانوا يتّبعونهم) أي : يتّبعون الوسائط (في تصحيح الحديث وردّه) فإن صحّح الرّاوي الحديث ، رووه عنه وعملوا به ، وإلّا تركوه (كما اتّفق للصّدوق بالنّسبة إلى شيخه ابن الوليد قدسسرهما) فإنّه قال : ما صحّحه شيخي فهو صحيح ، وما ردّه فهو مردود ـ على ما تقدّم نصّ لفظه ـ.
(وربّما كانوا) أي : الرّواة (لا يثقون بمن يوجد فيه قدح) أي : عيب (بعيد المدخليّة في الصّدق) فإنّ ذلك العيب ، وإن لم يكن ضارا بالصّدق ، لكنّهم كانوا يتركون خبر المعيب لمكان ذلك العيب.
(ولذا حكي عن جماعة منهم) أي : من الرّواة (التّحرز عن الرّواية) أي : إنّهم :