فانظر كيف احتاطوا في الرّواية عمّن لم يسمع من الثّقاة وانّما وجد في الكتب ، وكفاك شاهدا أنّ عليّ بن فضّال لم يرو كتب أبيه الحسن عنه مع مقابلتها عليه ، وانّما يرويها عن أخويه أحمد ومحمّد عن أبيه.
واعتذر عن ذلك بأنّه يوم مقابلته الحديث مع أبيه ، كان صغير السّنّ ، ليس له كثير معرفة بالرّوايات ، فقرأها على أخويه ثانيا.
______________________________________________________
(فانظر كيف احتاطوا في الرّواية عمّن لم يسمع) كما احتاط نوح في الرّواية عن ابن سنان الّذي لم يكن يسمع ما نقله لنوح عن الإمام ، ولا عمّن روى عن الإمام (من الثقاة وانّما وجد) ابن سنان ما نقله لنوح (في الكتب ، وكفاك شاهدا) في ذلك على شدّة احتياطهم في الرّواية.
وممّا يدلّ على وثاقة رواياتنا (أن عليّ بن فضّال ، لم يرو كتب أبيه الحسن عنه) أي : عن أبيه فإنّه لم يقل : روى أبي كذا (مع مقابلتها عليه) أي : والحال إنّه قرء كتب أبيه عند أبيه (وانّما يرويها) أي : تلك الكتب (عن أخويه : أحمد ومحمّد عن أبيه) فيقول : روى أخي أحمد ، عن أبي هذه الرّواية.
(و) لما قيل له : لم لا تروي عن أبيك مع إنّك قابلت الكتب على أبيك؟.
(اعتذر عن ذلك : بأنّه يوم مقابلته الحديث مع أبيه ، كان صغير السّنّ ، ليس له كثير معرفة بالرّوايات ، فقرأها) أي : قرء تلك الكتب (على أخويه ثانيا) (١) ولهذا يرويها عنهما لا عن أبيه.
بل إن بعضهم ترك الرّواية عن راو لانّه رآه ، قد غرّ حماره في قصة مشهورة.
__________________
(١) ـ رجال النجاشي : ص ١٨١.