والحاصل : أنّ الأمارات الكاشفة عن اهتمام أصحابنا في تنقيح الأخبار ، في الأزمنة المتأخّرة عن زمان الرّضا عليهالسلام ، أكثر من أن يحصى ، ويظهر للمتتبّع.
والدّاعي إلى شدّة الاهتمام ـ مضافا إلى كون تلك الرّوايات أساس الدّين وبها قوام شريعة سيد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذا قال الإمام عليهالسلام ، في شأن جماعة من الرّواة : «لو لا هؤلاء لاندرست
______________________________________________________
إليهم من المنحرفين؟.
لأنّه يقال أوّلا : كان العمل بروايات أولئك من جهة إن الأئمّة عليهمالسلام أجازوا للاخذ برواياتهم ، كما أجازوا الأخذ بروايات بني الفضّال.
ثانيا : إن العمل كان حيث كانوا يقطعون بعدم تدخل انحرافهم في رواياتهم ، بخلاف أمثال الشّلمغاني حيث لم يطمئنوا بوثاقتهم بعد ظهور الانحراف منهم ولم يقطعوا بعده بعدم تدخّل انحرافهم في رواياتهم.
(والحاصل : إن الأمارات الكاشفة عن اهتمام أصحابنا في تنقيح الأخبار ، في الأزمنة المتأخرة عن زمن الرّضا عليهالسلام ، أكثر من أن يحصى ، ويظهر للمتتبّع) في كتب الدّراية والرّجال ذلك بوضوح.
(والدّاعي إلى شدّة الاهتمام) من قبل أصحابنا بالرّوايات سندا ، ودلالة ، ومضمونا ، أمور ثلاثة :
الأوّل : ما أشار إليه بقوله : (مضافا إلى كون تلك الرّوايات أساس الدّين وبها قوام شريعة سيد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الفروع ، وجزئيّات الأصول ، مثل أحوال الجنّة والنّار ، والقبر والقيامة ، وما أشبه ذلك (ولذا) أي : لكونها أساسا للدّين ، وقواما للشّريعة (قال الإمام عليهالسلام ، في شأن جماعة من الرّواة لو لا هؤلاء لاندرست