آثار النبوّة» ، وإنّ النّاس لا يرضون بنقل ما لا يوثق به في كتبهم المؤلفة في التّواريخ الّتي لا يترتّب على وقوع الكذب فيها أثر ديني ، بل ولا دنيوي ، فكيف في كتبهم المؤلفة ، لرجوع من يأتي إليها في أمور الدّين ، على ما أخبرهم الإمام عليهالسلام ، بأنّه يأتي على النّاس زمان هرج لا يأنسون إلّا بكتبهم ،
______________________________________________________
آثار النبوّة) وانمحت من الوجود معالمها.
الثاني : ما أشار إليه بقوله : (و) مضافا إلى (انّ النّاس) أي : عامّة النّاس من المؤرّخين ومن أشبههم (لا يرضون بنقل ما لا يوثق به في كتبهم المؤلفة في التّواريخ) عن عاد ، وشدّاد ، ونمرود ، وفرعون ، ومن أشبههم ، وغير ذلك من المطالب التاريخيّة (الّتي) لا تحتاج إلى هذه الدّقّة لانّه (لا يترتب على وقوع الكذب فيها أثر) أي : فساد (ديني ، بل ولا دنيوي).
فانّ الانسان إذا اشتبه ـ مثلا ـ في إن نمرود كان في أي : قرن ، أو أنّ شدّاد بنا جنّته أو لم يبنها لم يكن له أثر في دينه ودنياه.
(فكيف) لا يهتمّ المحدّثون والفقهاء (في كتبهم المؤلفة ، لرجوع) كلّ (من يأتي) من بعدهم إلى يوم القيامة (إليها) أي إلى تلك الكتب (في أمور الدّين؟).
والشّاهد (على) انّهم كتبوا الكتب لأجل استفادة النّاس منها في أمور دينهم ودنياهم (ما أخبرهم الإمام عليهالسلام : بأنّه يأتي على النّاس زمان هرج) يكثر فيه الفتن والاضطرابات ويقلّ فيه الصّدق والأمانة ، فلا يتمكّن النّاس من الخروج عن دورهم ، ولا يوثق بكلّ أحد لاجل أخذ الأحكام ، ولذا (لا يأنسون إلّا بكتبهم) (١) المدوّنة في الحديث والأخبار ، فيستفيدون منها ويأنسون بها.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٥٢ ح ١١ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٨١ ب ٨ ح ٣٣٢٦٣.