لكن هذا نادر جدا ، للعلم العادي بأنّ هذه المسائل العامّة البلوى قد صدر حكمها في الكتاب أو بيان الحجّة قولا أو فعلا أو تقريرا.
فكلّما ظنّ من أمارة بحكم الله تعالى ، فقد ظنّ بصدور ذلك الحكم.
والحاصل : انّ مطلق الظّنّ بحكم الله ظنّ بالكتاب أو السّنّة ،
______________________________________________________
عنه» (١) وكما جاء في بعض الأخبار : من إنّ الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه» عند ما يظهر ، يظهر بعض الأحكام.
(لكن هذا) الحكم الواقعي المسكوت عنه ، الّذي لم يرد في الكتاب ولا في السّنّة (نادر جدا ، للعلم العادي بأن هذه المسائل العامّة البلوى) الّتي يكثر الابتلاء بها (قد صدر حكمها في الكتاب ، أو بيان الحجّة) بيانا (قولا ، أو فعلا ، أو تقريرا).
ومن أمثله ذلك النّادر : إنّ الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه» ، يحكم بين النّاس بعلمه الواقعي كحكم داود ، وإنّه يقتل مانع الزّكاة ، وما إلى ذلك.
وعليه : (فكلّما) حصل للفقيه (ظنّ من أمارة) كتابا كان أو خبرا أو إجماعا أو غير ذلك (بحكم الله تعالى) الواقعي (فقد ظنّ بصدور ذلك الحكم) في الكتاب أو السّنّة ، وإن كان لا يفهم ذلك من الكتاب ، لأنّه يحتاج إلى بيان المعصومين ، أو لم تصل السّنّة به ، لأنّ كثيرا من السّنّة لم تصلنا بسبب أعداء الدّين والجهّال.
(والحاصل : إنّ مطلق الظّنّ بحكم الله) من أي طريق حصل ولو من الاستحسان ، أو المصالح المرسلة ، أو ما أشبه ذلك ، فهو (ظنّ بالكتاب أو السّنّة ،
__________________
(١) ـ غوالي اللئالي : ج ٣ ص ١٦٦.