وهذا أمر يقطع ببطلانه كلّ أحد بعد الالتفات الى كثرة المجهولات ، كما يقطع ببطلان الرجوع إلى نفي الحكم وعدم الالتزام بحكم أصلا لو فرض ـ والعياذ بالله ـ انسداد باب العلم والظنّ الخاصّ في جميع الأحكام وانطماس هذا المقدار القليل من الأحكام المعلومة.
فيكشف بطلان الرجوع الى البراءة عن وجوب التعرّض لامتثال تلك المجهولات ولو على غير
______________________________________________________
(وهذا) أي : ترك الاحكام المجهولة (أمر يقطع ببطلانه كل أحد بعد الالتفات الى كثرة المجهولات) بل هو من ضروريات الدّين.
(كما يقطع ببطلان الرجوع الى نفي الحكم وعدم الالتزام بحكم أصلا) سواء استند في نفي الحكم الى البراءة ، أو استند الى اصالة العدم (لو فرض والعياذ بالله :
انسداد باب العلم ، والظنّ الخاصّ ، في جميع الأحكام) «ولو :» وصلية أي : بأن ينسدّ باب العلم والظّن الخاص ـ كالخبر ـ فيجري أصالة العدم والبراءة في الأحكام المجهولة.
بل (و) لو فرض والعياذ بالله (انطماس هذا المقدار القليل من الأحكام المعلومة) بأن فرضنا إنّ الأحكام المعلومة انطمست ، فصارت الأحكام كلّها مجهولة ، فكما إنّه لو أجرى اصالة البراءة ، وأصالة العدم ، كان هذا خارجا عن الدّين قطعا ، كذلك خرج من الدّين من يعمل بالأحكام المعلومة القليلة فقط وأجرى في سائر الأحكام أصل العدم والبراءة.
وعليه : (فيكشف بطلان الرّجوع الى البراءة) لما عرفت : من إنّه مستلزم للخروج من الدّين (عن وجوب التعرّض لامتثال تلك المجهولات ، ولو على غير