وليس المقام من قبيل الفروع في وجوب العمل بالظنّ مع تعذّر العلم ، لأنّ المقصود فيها العمل ولا معنى للتوقف فيه ، فلا بدّ عند انسداد باب العلم من العمل على طبق أصل أو ظنّ.
والمقصود فيما نحن فيه الاعتقاد فاذا عجز عنه ، فلا دليل على وجوب تحصيل الظنّ الذي لا يغني من الحق شيئا ، فيندرج في عموم قولهم عليهمالسلام : «إذا جاءكم
______________________________________________________
(وليس المقام من قبيل الفروع في وجوب العمل بالظّن مع تعذّر العلم).
إذن : فلا يقاس الاصول بالفروع ، فيقال : كما أنّه يجب تحصيل الظنّ بالفروع إذا لم يتمكّن من العلم والعلمي ، كذلك يجب تحصيل الظنّ بالاصول إذا لم يتمكّن من العلم والعلمي.
وإنّما لا يقاس بذلك (لأنّ المقصود فيها) أي : في الفروع (العمل ، ولا معنى للتوقف فيه) أي : في العمل ، لأنّه إمّا فاعل وإمّا تارك (فلا بدّ عند انسداد باب العلم من العمل على طبق أصل ، أو ظنّ) فان كان في المقام ظنّ عمل به ، وإلّا تمسّك بالبراءة ، والاستصحاب ، وما اشبه.
(والمقصود فيما نحن فيه) من مسائل اصول الدين (: الاعتقاد) واليقين ، والتصديق ، وما أشبه ذلك (فاذا عجز عنه) أي : عن الاعتقاد (فلا دليل على وجوب تحصيل الظن الّذي لا يغني من الحقّ شيئا) ، كما ورد في قوله سبحانه : (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(١).
(فيندرج) هذا الانسان بالنسبة الى العقائد (في عموم قولهم عليهمالسلام : إذا جاءكم
__________________
(١) ـ سورة يونس : الآية ٣٦.