ومورد الاجماع ، على أنّ المخطئ آثم ، هو المجتهد الباذل جهده بزعمه ، فلا ينافي كون الغافل والملتفت العاجز عن بذل الجهد معذورا غير آثم.
وأمّا الثاني : فالظاهر فيه عدم وجوب تحصيل الظنّ لأنّ المفروض عجزه عن الايمان والتصديق المأمور به ، ولا دليل آخر على عدم جواز الوقف ،
______________________________________________________
الناس الّا مؤمن أو كافر ، لم يكن وجه للامتحان هناك.
(ومورد الاجماع) الذي قد تقدّم : من أنّهم مجمعون على أنّ المخطئ في العقائد غير معذور ، و (على انّ المخطئ آثم ، هو المجتهد الباذل جهده بزعمه) لا واقعا ، فإنّ من يبذل جهده واقعا لا بدّ وأن يصيب الواقع لقوله سبحانه : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)(١).
وعليه : (فلا ينافي كون الغافل) عن الحقّ رأسا (والملتفت العاجز عن بذل الجهد ، معذورا غير آثم) كما نرى في كثير من الذين هم منقطعون عن العلم والعلماء في القرى والأرياف البعيدة.
(وأمّا الثّاني :) وهو انّه هل يجب عليه مع اليأس من العلم ، تحصيل الظّن ام لا؟ (فالظاهر فيه : عدم وجوب تحصيل الظّن) عليه ، بل يبقى على الشّك (لأنّ المفروض عجزه عن الايمان والتّصديق المأمور به) وكذلك عن الاعتقاد ، وما أشبه ، ممّا أمر الله به الانسان.
(ولا دليل آخر على عدم جواز الوقف) أي : التوقف.
__________________
(١) ـ سورة العنكبوت : الآية ٦٩.