وإليه أشار شيخنا في موضع من المسالك بأنّ جبر الضعيف بالشهرة ضعيف مجبور بالشهرة.
وربما يدّعى كون الخبر الضعيف المنجبر من الظنون الخاصّة حيث ادّعي الاجماع على حجّيّته ولم يثبت.
وأشكل من ذلك دعوى دلالة منطوق آية النبأ عليه ، بناء على أن التبيّن يعمّ الظني الحاصل من ذهاب المشهور إلى مضمون الخبر.
______________________________________________________
(واليه) أي : الى ما ذكرناه : من أنّ الخبر الضعيف لا ينجبر بالشهرة الفتوائية (أشار شيخنا في موضع من المسالك : بانّ جبر الضعيف بالشّهرة ، ضعيف مجبور بالشّهرة) أي إذا أردنا ان نقول : بأنّ الضعيف مجبور بالشهرة ، هذا القول بنفسه ضعيف ويحتاج الى جبره بالشهرة.
(وربّما يدّعى كون الخبر الضعيف المنجبر) بالشهرة الفتوائية (من الظّنون الخاصّة ، حيث ادعي الاجماع على حجّيته) فيكون الاجماع مستند حجّية الخبر الضعيف المنجبر بالشهرة الفتوائية (و) لكن (لم يثبت) هذا الإجماع ، حتى يكون مستندا لكون الخبر الضعيف المنجبر من الظنون الخاصّة.
(وأشكل من ذلك) أي : من دعوى الاجماع (: دعوى دلالة منطوق آية النبأ عليه) أي : على حجّية الخبر الضعيف المنجبر بالشهرة الفتوائية (بناء على أنّ التبيّن) في الآية (يعمّ الظّني الحاصل من ذهاب المشهور الى مضمون الخبر) بتقريب : انّ قوله سبحانه : (فَتَبَيَّنُوا)(١) للتبيّن الظنّي ، وليس خاصا بالتبيّن العلمي ، والضعيف المنجبر بالشهرة الفتوائية يصدق عليه التبيّن ، لأنه حصل
__________________
(١) ـ سورة الحجرات : الآية ٦.