الثاني : الترجيح به في وجه الصدور ، بأن نفرض الخبرين صادرين وظاهري الدلالة ، وانحصر التحيّر في تعيين ما صدر لبيان الحكم وتمييزه عمّا صدر على وجه التقيّة أو غيرها من الحكم المقتضية لبيان خلاف الواقع. وهذا يجري في مقطوعي الصدور ومظنوني الصدور مع
______________________________________________________
(الثاني : الترجيح به) أي : بالظنّ غير المعتبر (في وجه الصدور) بأنّه هل صدر الخبر تقية ، أو لا؟ وذلك (بأن نفرض الخبرين صادرين) قطعا (وظاهري الدلالة) في مفادهما (وانحصر التحيّر في تعيين ما صدر لبيان الحكم ، وتمييزه عمّا صدر على وجه التقية).
مثلا : إذا قال خبر : بأن الكافر نجس ، وقال خبر آخر : بأنّه طاهر ، والعامة لهم قولان في المسألة ، فلا نعلم إنّ الخبر الذي قال : بأنّ الكافر طاهر صدر تقية أو أن الخبر القائل : بأنّ الكافر نجس صدر تقية ، وكان هناك مرجّح ظنّي غير معتبر يؤيد هذا ، أو يؤيد ذاك؟.
(أو غيرها) أي : غير التقية (من الحكم) جمع حكمة (المقتضية لبيان خلاف الواقع) مثل حكمة إيقاع الاختلاف بين الشيعة حتى لا يكون لهم طريق واحد ، يعرفوا به ، وإن لم يكن شيء من تلك الأحكام موافقا للعامّة ، ولذا قال عليهالسلام : «أنا خالفت بينهم» (١).
(وهذا) أي : هذا الترجيح بالظّن غير المعتبر في وجه الصدور (يجري في مقطوعي الصدور) كالسنّتين المتواترتين (ومظنوني الصدور) كالخبرين (مع
__________________
(١) ـ عدّة الاصول : ج ١ ص ١٣٠.