كالباحثة عن الموضوعات المستنبطة والمسائل العقليّة ، مثل وجوب المقدّمة وامتناع اجتماع الأمر والنهي ، فقد اعترفنا بحجّية الظنّ فيها.
وأمّا ما لا يتعلّق بذلك ويكون باحثة عن أحوال الدّليل من حيث الاعتبار في نفسه أو عند المعارضة ، وهي التي منعنا عن حجّية الظنّ فيها ، فليس يتولد من الظنّ فيها
______________________________________________________
كالباحثة عن الموضوعات المستنبطة) التي تحتاج الى الاستنباط ، كلفظ الصعيد ، ولفظ الآنية ، ولفظ الغناء ، ولفظ آلة اللهو ، وغيرها ، ممّا تحتاج الى الاستنباط لإجمالها في جملة من الفروع.
(والمسائل العقليّة ، مثل وجوب المقدّمة) للواجب (وامتناع اجتماع الأمر والنّهي ، فقد اعترفنا بحجّية الظّن فيها) حيث قلنا قبل نصف صفحة تقريباً : «وما كان منها يبحث فيها من الموضوعات الاستنباطية وهي : الفاظ الكتاب والسنّة من حيث استنباط الأحكام عنها الى قولنا : ويلحق بهما بعض المسائل العقلية ، مثل وجوب المقدّمة ، وحرمة الضد ، وامتناع اجتماع الأمر والنهي» ، الى آخره.
(وأمّا ما لا يتعلّق بذلك) أي : بما ذكرناه : من الموضوعات المستنبطة والمسائل العقلية (ويكون باحثة عن أحوال الدّليل من حيث الاعتبار في نفسه ، أو عند المعارضة) كما إذا بحثنا عن أنّه : هل الخبر الواحد حجّة أو لا ، لا من حيث حصول الظّن منه؟ وكذا إذا تكلّمنا حول المرجّحات التعبديّة عند معارضة الدليلين.
(وهي التي منعنا عن حجّية الظّن فيها) حيث قلنا قبل صفحة تقريبا : «لأنّ ما كان من المسائل الاصولية يبحث فيها عن كون شيء حجّة ، كمسألة حجّية الشهرة ، ونقل الاجماع ، وأخبار الآحاد» الى آخره (فليس يتولّد من الظّن فيها)