وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليهالسلام عن الشيء الذي لا يعلمونه ، فاذا أفتاهم بشيء جعلوا له ضدّا من عند أنفسهم ليلبسوا على النّاس».
ويصدّق هذا الخبر سيرة أهل الباطل مع الأئمّة عليهمالسلام ، على هذا النحو ، تبعا لسلفهم.
حتّى أنّ أبا حنيفة حكي عنه أنّه قال : «خالفت جعفرا في كلّ ما يقول أو يفعل ، لكني لا أدري هل يغمض عينيه أو يفتحهما في السجود».
______________________________________________________
طريقة علي عليهالسلام مشهورا بين الناس مأخوذا بها (وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليهالسلام) في زمانه (عن الشيء الّذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم بشيء جعلوا له ضدّا من عند أنفسهم ليلبسوا على النّاس) (١) الطريقة الصحيحة ، وهذا لا ينافي أخذ الثلاثة أحيانا بقوله عليهالسلام في موارد مذكورة في التاريخ ، لأنّها موارد اضطرارية كانت تهدد مواقعهم وإنّما الغالب هو ترك طريقته عليهالسلام إلى خلافه.
(ويصدّق هذا الخبر) وهو خبر أبي إسحاق (سيرة أهل الباطل مع الأئمة عليهمالسلام على هذا النحو) من ترك فتاوى الأئمة عليهمالسلام إلى ما يخالفها غالبا وذلك (تبعا لسلفهم) من الثلاثة الذين تقدّموا عليا عليهالسلام (حتى انّ أبا حنيفة حكي عنه انّه قال : خالفت جعفرا في كلّ ما يقول أو يفعل ، لكنّي لا أدري هل يغمض عينيه أو يفتحهما في السجود) حتى اخالفه (٢) إلى غيره؟.
ولا يخفى : إنّا إذا راجعنا اليوم فتاوى العامّة والخاصة ، رأينا كثيرا منها متطابقة ، لكن لم يكن الأمر في زمن الأئمة عليهمالسلام على هذا المنوال ، بل كان المخالفون يعملون على خلاف الأئمة عليهمالسلام ، كما هو شأن كل حكومتين متعارضتين حيث
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٦ ب ٩ ح ٣٣٣٥٧ ، علل الشرائع : ص ١٧٩ وص ٥٣١.
(٢) ـ مفتاح الكرامة : ج ٣ ص ٣٩٣.