إن اختصّت بالنسيان ، وعمّمت بالزيادة والنقصان.
والظاهر أنّ بعض أدلة الزيادة مختصّة بالسهو ، مثل قوله : «إذا استيقن أنّه زاد في صلاته المكتوبة ركعة لم يعتد بها واستقبل صلاته».
______________________________________________________
من صحيحة لا تعاد ، وذلك (ان اختصّت) تلك الرواية الدالة على قدح الاخلال بشيء سهوا (بالنسيان ، وعمّمت) الصحيحة (بالزيادة والنقصان) معا ، بان قلنا : ان الصحيحة تشمل الزيادة والنقصان ، وذلك الدليل مختص بصورة النسيان ، فيكون ذلك الدليل أخص من الصحيحة.
ولا يخفى إنّ قول المصنّف قبل قليل : ثم لو دل دليل ، كبرى كلية ، وقوله الآن : (والظاهر) صغرى لتلك الكبرى الكلية ، وهي : (انّ بعض أدلة الزيادة مختصّة بالسهو ، مثل قوله) عليهالسلام : («إذا استيقن أنه زاد في صلاته المكتوبة ركعة لم يعتد بها واستقبل صلاته» (١)) فان ظاهر استيقن : حصوله بعد النسيان.
وعليه : فيكون هذا الحديث أخص من الصحيحة ، كما ان الصحيحة كانت أخص من أخبار الزيادة ، فالجمع بين الأدلة الثلاثة يكون هكذا : كلما زاد بطل إلّا إذا كانت الزيادة سهوية ، وكلما زاد سهوا لم يكن مبطلا إلّا إذا كان في تكبيرة الاحرام ـ مثلا ـ.
هذا ، ومن المعلوم : إنّ الزيادة السهوية في تكبيرة الاحرام إذا خرجت من تحت لا تعاد ، دخلت تحت كلي كلما زاد أعاد ، فيدل الدليل الأوّل من اخبار الزيادة وهو قوله عليهالسلام : «من زاد في صلاته فعليه الاعادة» (٢) على بطلان الصلاة
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٣ ص ٣٥٤ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ٨ ص ٢٣١ ب ١٩ ح ١٠٥٠٨ ، غوالي اللئالي : ج ٣ ص ٩٤ ح ١٠٦.
(٢) ـ الكافي (فروع) : ج ٣ ص ٣٥٥ ح ٥ ، تهذيب الاحكام : ج ٢ ص ١٩٤ ب ٢٣ ح ٦٥ ، الاستبصار : ج ١ ص ٣٧٦ ب ٢١٩ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ٨ ص ٢٣١ ب ١٩ ح ١٠٥٠٩.