والضرار : الضيق» ، انتهى.
إذا عرفت ما ذكرنا ،
______________________________________________________
وإلّا فسوء الحال لا يسمى في العرف ضررا (ثم قال :) القاموس (والضرار : الضيق» (١) ، انتهى).
هذا ، لكن الظاهر : ان المفاعلة ليست بمعنى المجرد ، بل المراد بها فعل الاثنين ، غير انها قد تطلق على الواحد من باب التلازم الغالبي ، فان من أضرّ بانسان اضرّ به ذلك الانسان غالبا.
وكذا مثله قوله سبحانه : (قاتَلَهُمُ اللهُ) (٢) حيث ان طبيعة القتل هو ان يكون له ردّ ، وقوله سبحانه : (يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) (٣) وقوله سبحانه : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) (٤).
وهكذا قوله : سافرت ، حيث ان السفر ذهاب ومجيء ، وسامحت زيدا حيث ان السماح من جانب يلازمه غالبا السماح من الجانب الآخر ، ومن ذكر لهما معنى واحدا أراد نتيجة الاستعمال لا إنهما بمعنى واحد ، فقد اشتهر : ان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ، وهو كذلك عند التتبع.
(إذا عرفت ما ذكرنا) من مدرك هذه القاعدة ، ومن معنى اللفظين : «ضرر ، وضرار» ، ففي الرواية نقول : ان عمدة الاحتمالات في معنى هذا الحديث ثلاثة ، وسائر الاحتمالات ترجع إليها.
أمّا الاحتمال الأوّل فهو ما أشار إليه المصنّف بقوله :
__________________
(١) ـ القاموس المحيط : ج ٢ ص ٥٥٠ (مادة الضرّ).
(٢) ـ سورة التوبة : الآية ٣٠ ، سورة المنافقون : الآية ٤.
(٣) ـ سورة النساء : الآية ١٤٢.
(٤) ـ سورة النحل : الآية ١٢٦.