لا يخلو عن خفاء.
أما دعوى الاجماع فلا مسرح لها في المقام ،
مع ما سيمرّ بك من تصريحات كثيرة بخلافها ، وإن كان يشهد لها ظاهر التفتازاني في شرح الشرح ، حيث قال : «إنّ خلاف الحنفية المنكرين للاستصحاب إنّما هو في الاثبات دون النفي الأصلي».
______________________________________________________
(لا يخلو عن خفاء ، أما دعوى الاجماع فلا مسرح لها) أي : لهذه الدعوى (في المقام).
وإنّما لا مسرح لها هنا لوضوح : أن الاجماع إنّما هو حجة في الشرعيات لا في العقليات وجريان الاستصحاب في العدم أو عدم جريانه فيه من باب العقل لا من باب الشرع (مع ما سيمرّ بك من تصريحات كثيرة بخلافها) أي : بخلاف هذه الدعوى ، فأين الاجماع في المسألة؟.
والحاصل : ان الاجماع مخدوش صغرى : بوجود المخالف ، وكبرى : بأن المسألة ليست من المسائل التي يكون الاجماع فيها حجة (وإن كان يشهد لها) أي : لهذه الدعوى أيضا (ظاهر التفتازاني في شرح الشرح) فإن ابن الحاجب كتب كتابا في الاصول وشرحه العضدي ، وشرح التفتازاني شرح العضدي.
وكيف كان : فإن ظاهر التفتازاني يشهد لدعوى الاجماع (حيث قال : «إنّ خلاف الحنفية المنكرين للاستصحاب إنّما هو في الاثبات دون النفي الأصلي» (١)) أي : إنهم مختلفون في الاستصحاب في الوجوديات ، أمّا الاستصحاب في العدميات فلا خلاف منهم فيه.
هذا ، ولعل مراده بالنفي الأصلي ما أشرنا اليه : من أصالة النفي ، فإن الأصل نفي
__________________
(١) ـ تعليقة شرح مختصر الاصول : ص ٢٨٤.