واستشهد على ذلك ، بعد نقل الاجماع المذكور ، باستقرار
سيرة العلماء على التمسك بالاصول العدمية ، مثل : أصالة عدم القرينة ، والنقل ، والاشتراك ، وغير ذلك ، وببنائهم هذه المسألة على كفاية العلّة المحدثة للابقاء.
أقول : ما استظهره قدسسره
______________________________________________________
(واستشهد) الاستاذ (على ذلك) أي : على عدم الخلاف في حجية الاستصحاب في العدميات (بعد نقل الاجماع المذكور) عن استاذه : (باستقرار سيرة العلماء على التمسك بالاصول العدمية ، مثل : أصالة عدم القرينة ، و) عدم (النقل ، و) عدم (الاشتراك ، وغير ذلك) فإن سيرتهم على التمسك بهذه الاصول العدمية تدل على عدم الخلاف في جريان الاستصحاب في العدميات.
(و) استشهد الاستاذ أيضا (ببنائهم هذه المسألة على كفاية العلّة المحدثة للابقاء) أي : إنهم اختلفوا في ان العلّة المحدثة كافية في الابقاء أو ليست بكافية ، فإذا تنجس الماء ـ مثلا ـ بسبب التغيّر ثم زال تغيّره من نفسه ، فهل تبقى النجاسة لأن العلّة المحدثة للنجاسة وهي التغيّر كافية في ابقاء النجاسة ولو زال التغيّر؟ قال بعض : نعم ، لأن العلة المحدثة كافية للبقاء ، وقال بعض : لا ، لأن العلة المحدثة ليست كافية للبقاء.
هذا ، ومن المعلوم : ان هذا الكلام مختص بالوجوديات ، لأنّ العدم كما عرفت : لا يحتاج الى علّة حتى يبحث : في كون علّة العدم المحدثة للعدم هل هي مبقية للعدم أو ليست بمبقية؟ فإن العدم ليس بشيء حتى يكون علة أو معلولا ، أو وصفا أو موصوفا ، أو ما أشبه ذلك من أوصاف الوجوديات.
(أقول : ما استظهره) الاستاذ (قدسسره) من عدم الخلاف في العدميات