(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) و (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ
______________________________________________________
وإن تجهر بالقول ، تتعب نفسك بلا حاجة ، لأن الله يعلم السرّ وأخفى.
وقوله تعالى : ((إِنْ تَكْفُرُوا)) أنتم أيها الناس ، عاد ضرره عليكم لا على الله سبحانه ((فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) (١)) ولا يضرّه كفركم.
وقوله تعالى : ((وَمَنْ كَفَرَ)) عاد ضرره عليه لا على الله سبحانه ((فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (٢)) غنيّ عن إيمانكم ، كريم لا يخسر لأنه خلقكم وإن لم تطيعوه ، فإن الكريم يبذل الشيء ولا يريد عليه جزاء.
وقوله تعالى : ((وَمَنْ كَفَرَ)) عاد ضرره عليه ((فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (٣)) والغني لا يضرّه الكفر ، كما لا ينفعه الايمان ، وإنّما أمر بالايمان ونهى عن الكفر لفائدة الناس أنفسهم.
وقوله تعالى : ((فَإِنْ يَكْفُرْ بِها)) أي : بالكتاب والحكمة والنبوة وما أنزلنا على عبدنا ((هؤُلاءِ)) الكفار ، لم يكن ذلك موجبا للغوية حكمنا وأنزلنا الكتاب ((فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) (٤)) فأنزلنا يفيد فائدته في أناس آخرين.
وقوله تعالى : (و (إِنْ يَسْرِقْ)) يعني : «بنيامين» فلا عجب ((فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ)) يعني : يوسف على نبينا وآله وعليهالسلام ((مِنْ قَبْلُ) (٥)) فإن يوسف لمّا كان
__________________
(١) ـ سورة الزمر : الآية ٧.
(٢) ـ سورة النمل : الآية ٤٠.
(٣) ـ سورة آل عمران : الآية ٩٧.
(٤) ـ سورة الانعام : الآية ٨٩.
(٥) ـ سورة يوسف : الآية ٧٧.