وإن اريد اعتباره عند حصول الظنّ فعلا منه. فهو وإن استقام على ما يظهر من بعض من قارب عصرنا من أصالة حجّية الظنّ ، إلّا أنّ القول باعتبار الاستصحاب بشرط حصول الظنّ الشخصي منه ، حتى أنّه في المورد الواحد يختلف الحكم باختلاف الاشخاص والأزمان
______________________________________________________
الْحَقِّ شَيْئاً) (١) إنه لا اعتبار به.
(وإن اريد اعتباره عند حصول الظنّ فعلا) ظنا شخصيا (منه) أي : من الاستصحاب (فهو وإن استقام) حيث إن الظن الشخصي حجة (على ما يظهر من بعض من قارب عصرنا من أصالة حجّية الظنّ) ولعلّه لمقدّمات الانسداد (إلّا أنّ القول باعتبار الاستصحاب بشرط حصول الظنّ الشخصي منه) أي : من الاستصحاب بحيث إذا حصل منه الظن الشخصي كان حجة وإذا لم يحصل منه ظن شخصي لم يكن حجة غير مستقيم.
وإنّما لم يكن مستقيما لاختلاف حكم الاستصحاب حينئذ (حتى أنّه في المورد الواحد يختلف الحكم باختلاف الاشخاص) فالشخص الذي يظن ببقاء وضوئه من الصباح الى الظهر ـ مثلا ـ يكون الاستصحاب حجة بالنسبة إليه ، والشخص الذي لا يظن شخصيا ببقاء الوضوء ، لا يكون حجة بالنسبة إليه وهكذا.
(و) يختلف الحكم أيضا باختلاف (الأزمان) مثل : زمان الضيف حيث يشرب الانسان المائعات كثيرا مما يسبّب الحدث كثيرا ، فلا يكون الاستصحاب حجة لمن شرب المائعات كثيرا وذلك لعدم الظن الشخصي حينئذ ببقاء وضوئه
__________________
(١) ـ سورة يونس : الآية ٣٦ ، سورة النجم : الآية ٢٨.