فهنا مرحلتان : الاولى : إثبات الاستمرار في الجملة ، الثانية : إثبات مقدار الاستمرار ، ففيما جهل حاله من الممكنات القارّة ، يثبت ظنّ الاستمرار في الجملة بملاحظة حال أغلب الممكنات مع قطع النظر عن تفاوت أنواعها ، وظنّ مقدار خاص من الاستمرار بملاحظة حال النوع الذي هو من جملتها.
______________________________________________________
في نوعها.
وعليه : (فهنا مرحلتان) على ما يلي :
(الاولى : إثبات الاستمرار في الجملة) وهذا مقطوع به.
(الثانية : إثبات مقدار الاستمرار) وإنه هل هو شهر ، وسنة ، أو أقل ، أو أكثر؟
وهذا هو محل الكلام.
أما بالنسبة الى اثبات الاستمرار في الجملة ، فكما قال : (ففيما جهل حاله من الممكنات القارّة) بأن نكون جهلناه لعدم علمنا بالنوع ، أو كنا نعلم بنوعه لكن لا نعلم بصنفه ، أو علمنا بصنفه لكن لا نعلم بشخصه ، ففي هذه الصورة (يثبت ظنّ الاستمرار في الجملة بملاحظة حال أغلب الممكنات مع قطع النظر عن تفاوت أنواعها) لأن الاستمرار في الجملة مقطوع به.
(و) أما بالنسبة الى مقدار الاستمرار ، ففي هذه الصورة يثبت (ظنّ مقدار خاص من الاستمرار بملاحظة حال النوع الذي) ذلك الفرد المشكوك (هو من جملتها) أي : من جملة تلك الأنواع.
مثلا : إذا رأينا نوعا من العصفور ولم نعلم كم سنة يبقى هذا النوع؟ فهنا نقول أولا : إنه يبقى مدة في الجملة ، ونقول : ثانيا : إنه لما كان غالب العصافير يبقون خمس سنوات ، فهذا يبقى خمس سنوات أيضا ، إلحاقا له بالأعم الأغلب.