فهل يرجع ابتداء إلى القواعد الأخر ، أو بعد الترجيح بقلّة الضرر؟ وجهان ، بل قولان ، يظهر الترجيح من بعض الكلمات المحكيّة عن التذكرة ، وبعض مواضع الدروس ، ورجّحه غير واحد من المعاصرين.
ويمكن أن ينزّل عليه ما عن المشهور : من أنّه لو أدخلت الدابة رأسها
______________________________________________________
واضرار عمرو ، كما في قصة القدر والدابة (فهل يرجع ابتداء إلى القواعد الأخر) : من القرعة ، والتخيير ، وقاعدة العدل ان كان لهذه القاعدة مسرح في تلك الواقعة (أو بعد الترجيح بقلّة الضرر) حيث يلزم على الحاكم ـ مثلا ـ ان يختار أقل الأمرين ضررا؟.
(وجهان) من الرجوع إلى القواعد ابتداء بلا ترجيح ، لأن لا ضرر في هذا الجانب ولا ضرر في ذلك الجانب متعارضان ، سواء كانا متساويين قدرا أم مختلفين ، فيتساقطان ويرجع بعدها إلى التخيير ـ مثلا ـ.
ومن عدم الرجوع إلى القواعد إلّا بعد فقد الترجيح بقلة الضرر ، فان مع وجود الأقل ضررا ، يقدم الأقل ، لأن الضرر الكثير قليل وزيادة ، فيتساقط القليلان بالتعارض ويبقى الزائد تحت دليل لا ضرر ، فيكون كما إذا أجبره الجائر على ان يأخذ دينارا من زيد أو دينارين من عمرو ، فاللازم ان يقدّم أخذ دينار من زيد لا دينارين من عمرو ، لأنه مجبور في أخذ دينار واحد لا في أخذ الزائد عليه.
(بل قولان ، يظهر الترجيح) أي : الترجيح بقلة الضرر (من بعض الكلمات المحكية عن التذكرة ، وبعض مواضع الدروس ، ورجّحه) أي : رجح الترجيح بأقلية الضرر (غير واحد من المعاصرين) لما ذكرناه من العلة.
(ويمكن ان ينزّل عليه ما عن المشهور : من انّه لو ادخلت الدابة رأسها