قاعدة لا ضرر
______________________________________________________
ثم إنّا قد كتبنا في باب «لا ضرر» سابقا رسالة مختصرة رأينا إلحاقها هنا لعلها تفيد بعض المشتغلين ان شاء الله تعالى ، فنقول ومن الله التوفيق :
إنّ في باب «لا ضرر» أحاديث كثيرة ، وفروعا كثيرة ، وتحقيقات للعلماء حولهما كثيرة ، ونحن نكتفي هنا بالأول والثاني وندع التحقيق لمجال آخر.
أما الأحاديث : ففي الكافي ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«أنّ سمرة بن جندب كان له عذق في حائط لرجل من الأنصار ، وكان منزل الأنصاري بباب البستان ، فكان يمرّ به إلى نخلته ولا يستأذن ، فكلّمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء ، فأبى سمرة ، فلما تأبّى جاء الأنصاري إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكى إليه وخبّره الخبر ، فأرسل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخبّره بقول الأنصاري وما شكا ، وقال : إن أردت الدخول فاستأذن ، فأبى ، فلما أبى ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله ، فأبى ان يبيع فقال : لك بها عذق يمد لك في الجنة ، فأبى أن يقبل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للأنصاري : اذهب فاقلعها وإرم بها إليه ، فانّه لا ضرر ولا ضرار» (١).
وفي رواية اخرى عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«أنّ سمرة بن جندب كان له عذق وكان طريقه إليها في جوف منزل رجل من الأنصار ، فكان يجيء ويدخل إلى عذقه بغير إذن من الأنصاري ، فقال الأنصاري : يا سمرة لا تزال تفاجئنا على حال لا نحب أن تفاجئنا عليها ، فاذا دخلت فاستأذن ، فقال : لا أستأذن في طريق وهو طريقي إلى عذقي ، قال : فشكاه الأنصاري
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٢٩٢ ح ٢ ، تهذيب الاحكام : ج ٧ ص ١٤٦ ب ٢٢ ح ٣٦.