المصلّي ، فلا ينصرفنّ أحدكم إلّا بعد أن يسمع صوتا أو يجد ريحا».
ومن العجب أنّه انتصر بهذا الخبر الضعيف والمختص بمورد خاص ، ولم يتمسك بالأخبار الصحيحة العامة المعدودة في حديث الأربعمائة من أبواب العلوم.
وأوّل من تمسك بهذه الأخبار فيما وجدته والد الشيخ البهائي ،
______________________________________________________
المصلّي ، فلا ينصرفنّ أحدكم إلّا بعد أن يسمع صوتا أو يجد ريحا» (١)) فانه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بالبقاء على طهارته السابقة عند الشك في ان الشيء الذي خرج منه هل هو ريح من داخل المعدة ، أو إنه ريح يجذبه الموضع من الخارج ثم يردّه؟.
(ومن العجب أنّه انتصر بهذا الخبر الضعيف) على حجية الاستصحاب (والمختص بمورد خاص) فإنّ الخبر ضعيف سندا لأنه نبوي وضعيف دلالة لأنه لا يدل على قاعدة كلية في المقام (ولم يتمسك بالأخبار الصحيحة العامة المعدودة في حديث الأربعمائة من أبواب العلوم) مما رواه أبو بصير قائلا :
عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن آبائه : ان أمير المؤمنين عليهالسلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب من العلم ، فقال في أحدها : «من كان على يقين فشك فليمض على يقينه» (٢) فإن هذا الخبر صحيح سندا عام دلالة وهو دال على الاستصحاب.
(وأوّل من تمسك بهذه الأخبار فيما وجدته والد الشيخ البهائي)
__________________
(١) ـ عدّة الاصول للطوسي : ص ٣٠٤ وقريب منه في الكافي (فروع) : ج ٣ ص ٣٦ ح ٣ وتهذيب الاحكام : ج ١ ص ٣٤٧ ب ١٤ ح ٩ والاستبصار : ج ١ ص ٩٠ ب ٥٥ ح ٢.
(٢) ـ الخصال : ص ٦١٩ ح ١٠ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٢٤٧ ب ١ ح ٦٣٦.