أو نقلها بالمعنى ، أو منفصلة مختفية من جهة كونها حاليّة معلومة للمخاطبين ،
______________________________________________________
بعد التقطيع صار : اغتسل للجمعة ، ثمّ اختفت القرينة ممّا سبب ظهوره في الوجوب ، وبذلك صار اغتسل للجمعة بعدها معارضا لقوله عليهالسلام : ينبغي غسل الجمعة ـ مثلا ـ.
(أو) اختفت علينا تلك القرائن المتّصلة من جهة (نقلها بالمعنى) أي : نقل الأخبار لا باللفظ ، بل بالمعنى ، ومعلوم : إنّ النقل بالمعنى يسبّب خفاء القرائن المحفوفة بالكلام فيما لو كان الكلام ينقل بلفظه ، فانّه يستفاد من نقل الكلام بلفظه معنى لا يستفاد من نقل معناه ، وذلك كما في قوله سبحانه : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (١) فانّ نقله بلفظه يفيد السامع بأنّ المراد من : (وَحَرامٌ) يعني : انّه ممتنع ، بينما لو نقل بمعناه فانّه قد لا يفيد السامع هذا المعنى ، كما نرى من نقل البعض له مترجما : بأنّهم إذا لم يرجعوا عاقبناهم ، فانّه بنقله ترجمة الآية قد فوّت على السامع معنى الآية ، لفوات القرائن المحفوفة باللفظ.
(أو) كان إرادة خلاف الظاهر من كلامهم عليهمالسلام بقرائن (منفصلة مختفية من جهة كونها حاليّة) بانّه كانت تلك القرينة المختفية علينا قرينة حالية (معلومة للمخاطبين) فانّه حيث انتفى الحال انتفت القرينة أيضا ، وذلك كما إذا اعتقد المخاطب ـ مثلا ـ وجوب فعل من الأفعال ، فقال له الإمام عليهالسلام : اتركه ، فانّ قوله : اتركه ، في هذه الحال قرينة على جواز الترك ، لا على وجوب الترك ، فإذا فاتت هذه القرينة الحالية ووصل بأيدينا : اتركه ، استفدنا منه الحرمة.
__________________
(١) ـ سورة الانبياء : الآية ٩٥.