جاء فيه : «ليس الفقير الذي لا مال له ولكن الأخلق الذي ليس له حظّ من كسب». وحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن قبيصة بن مخارق الهلالي جاء فيه : «لا تحلّ المسألة إلّا لأحد ثلاثة : رجل تحمّل حمالة فحلّت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك. ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش. ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلّت له المسألة حتى يصيب قواما أو سدادا من عيش. فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا» (١).
وروى الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لو يعلم صاحب المسألة ما له فيها لم يسأل» (٢). وعن أم سنان الأسلمية قالت : «جئت رسول الله فقلت يا رسول الله إني جئتك على حياء وما جئتك حتى ألجأت الحاجة فقال لو استغنيت لكان خيرا» (٣) وعن ابن عباس قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك» (٤). وروى البزار عن أبي هريرة قال : «إنّ رجلين أتيا رسول الله فسألاه فقال اذهبا إلى هذه الشعوب فاحتطبا فبيعاه فذهبا فاحتطبا ثم جاءا فباعاه فأصابا طعاما ثم ذهبا فاحتطبا أي ضا فجاءا فلم يزالا حتى ابتاعا ثوبين ثم ابتاعا حمارين فقالا قد بارك الله لنا في أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (٥) وروى أبو يعلى عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يفتح أحدكم على نفسه باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر» (٦).
والأحاديث بسبيل تأديب المسلم ورفع مستواه الخلقي والأدبي. وتجنيبه ذلّ السؤال. وحثّه على الكسب. وهي رائعة في بابها. وفيها تلقين جليل بأن أخذ
__________________
(١) التاج ج ٢ ص ٢٨.
(٢) مجمع الزوائد ج ٣ ص ٩٣ ـ ٩٥.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) المصدر نفسه.