النار ، قد يسّر الله لهم السبيل إلى تلك الغاية من دون أن يجبر أحدا على ذلك.
إن الإنسان الذي كتبت له الجنة له سبيل وطريق للوصول إليها وهو الايمان والتقوى ، فلا بدّ من سلوك هذا الطريق ، ولم تكتب له الجنة سواء عمل صالحا أو لم يعمل صالحا ، وكذلك من كتبت له النار فإنّما كتبت له عن طريق الشرك والعصيان.
أمّا الجواب عن الجهة الثانية ، فقد أجاب الإمام عليهالسلام بالتيسير لما خلق له ، والتيسير هو التسهيل ، وهو إنّما يكون في الامور التي لا ضرورة فيها ، ولو كان سبيل الجنة ضروريا على الاطلاق لكان من الامور الثابتة التي لا تتغيّر ، ولم يكن معنى لتيسيره ، وتسهيل سلوكه ... هذا ملخص لما أفاده المحقّق الطباطبائي نضّر الله مثواه.
( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ ) (١١٤)
أمرت الآية الكريمة بإقامة الصلاة في طرفي النّهار وهما الصبح والمساء ، وزلفا من الليل وهي الساعات القريبة من النهار ، وتنطبق الآية على الصلوات الخمس ، وأنّ الصلوات المقامة في تلك الأوقات تذهب السيّئات ، ويقول الرواة :
إن أمير المؤمنين عليهالسلام أقبل على الناس فقال لهم :
« أيّ آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ ... ».
فأنبرى جمع من أصحابه ، فقالوا له : إنّ أرجى آية قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ... ) (١).
فقال الإمام : « حسنة ، وليست إيّاها ... ».
وطفق جماعة قائلين : ( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
__________________
(١) النساء : ٤٨.